روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | بكاء ابني المتواصل.. أصابني بانهيار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > بكاء ابني المتواصل.. أصابني بانهيار


  بكاء ابني المتواصل.. أصابني بانهيار
     عدد مرات المشاهدة: 1803        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم، برجاء الرد الفوري على هذه المشكلة.. ابني عمره 4 سنوات، مشكلته أنه عنيد جدًّا، مدلل جدًّا، والمشكلة الأكبر أنه يبكي 12 ساعةً تقريبًا في اليوم؛ مما أوصلني إلى حالة انهيار دائم إلى جانب أني مقيمة في بيت والدي؛ نظرًا لسفر زوجي، وحاولتُ معه بكل الطرق، وأرسلته إلى حضانة، وعملت كل ما يخطر ببال بشر حتى إني ذهبت به إلى طبيب نفسي!! هو مهذب لكن البكاء لدرجة أبعدت بعض الأقارب عنا بسبب هذا الطبع السيئ إلى جانب غضب من أُقيم عندهم أكيد من كمِّ العند والبكاء.. برجاء الاهتمام، ولكم جزيل الشكر.

 يجيب عن السؤال معتز شاهين الاستشاري التربوي:

في البداية أُذكرك بأن العناد في حدِّ ذاته وفي حدوده الطبيعية ليس مرضًا.. لكن وبطبيعة الحال فتفكير الطفل في تلك المرحلة لا يستطيع أن يضع حدودًا لنهاية تصرفاته، فنجده قد تمادى في تصرفاته تلك فتتحول إلى عنادٍ لكل ما يأتي من قِبل الوالدين.

 والعناد يمكن أن نصفه بأنه ظاهرة طبيعية تظهر في حياة أطفالنا من سن الثانية من عمرهم؛ لتعبر عن رغبتهم في تنفيذ ما يوجه إليهم من طلباتٍ عن طريق المحيطين بهم لا سيما الأب والأم والإخوة بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة، ويشتد هذا السلوك في سنِّ الخامسة، خصوصًا في الأمور التي تتعلق بألعابهم وأوقات نومهم.

 والعناد سلوك متوقع من معظم الأبناء، خصوصًا إذا كانوا يتمتعون بالذكاء أو لديهم قدرات مميزة كالصلابة وقوة الشخصية.

 ويمكن لنا أن نُجمل أهم الحلول لتلك المشكلة فيما يلي:

1- تهيئة الجو الأمثل لحل المشكلة.. فيجب علينا أن نتعامل مع الطفل بهدوء مهما وصلت درجة استفزازه لنا بتصرفاته وأفعاله، فلا نقابل عناده بعنادٍ مماثل، وأن تكون كل الأطراف على قلبِ رجلٍ واحد، فلا تتعدد الأوامر والنواهي، فلا نجد الأب يأمر بشيء والأم تأمر بعكسه.

 2- يجب علينا ترك مساحةٍ من الحرية والاختيار للطفل- طالما أنها غير مضرة-، فليس كل ما يطلبه أو يفعله الطفل خطأ.

 3- كثرة التعليق على تصرفات الطفل بأن هذا يصح وهذا لا يصح، تؤدي إلى تبرمه وسخطه وعناده في نهاية الأمر؛ لذا يجب التقليل من الأوامر والنواهي، ولكن في حالة إصدار أمرٍ ما للطفل يجب أن نواجه الطفل (أي أن نقف أمامه والعين في العين ثم نصدر له الأمر)؛ لأن تعبيرات الوجه تعتبر عامل مهم وحساس أثناء إصدار الأوامر، وكذلك يجب ألا نصدر أكثر من أمرٍ في المرة الواحدة (عدم تعدد الأوامر).

 4- يجب على الوالدين أن يشعرا طفلهما بأنهما المسيطران على زمام الأمور، فلا يرضخان لطلباته بسهولةٍ عندما يبكي؛ لأن ذلك يعدُّ تعزيزًا لسلوك البكاء، والتجاهل في تلك الحالة هو الحل، ويجب أن يشعر الطفل في كلام الوالدين (بالقوة والحزم) و(الحنان والعطف) في نفس الوقت.

 فقولي له أثناء بكائه بصوت حازم: (هذا السلوك يغضبني)، واتركيه ليفكر فيما يمكن أن يفعله، فإذا استمرَّ في البكاء يمكن أن تنتظري لحظة هدوئه أو انخفاض صوته بالبكاء، فقولي له حينئذ: (أحسنت صنعًا، الآن يمكن أن تتحدث إلى ماما وتطلب ما تريد، وإذا كان ممكن التنفيذ نفذته لك).

 5- كلمة (لا) الحازمة تؤدي إلى سلوكٍ عكسي، لهذا حينما تقولين (لا) قللي نبرة الحدة في صوتك، واجعلي فيه بعض الحنان، ولكن مع الحزم، واجعلي للطفل بدائل لكلمة (لا)، وشجعيه على الاختيار بين تلك البدائل.

 6- اشعري الطفل بأنه هو (صاحب الفكرة)، وأنه لا أحد يفرض الأمر عليه.

 7- في النهاية ضعي تلك المقولة نصب عينيك وأنتِ تتعاملي مع الطفل (إذا أمرت أن تطاع.. فأمر بالمستطاع).

 وعذرًا للإطالة.. ولكن الموضوع مهم وحساس ومنتشر كثيرًا بين أطفال اليوم.